.مجلة مرآة الوسط

.مجلة مرآة الوسط

النسخة الالكترونية لمجلة مراة الوسط التونسية المدير ورئيس التحرير . الدكتور محمود حرشاني


الاحزاب السياسية الصغيرة في تونس تلملم شتاتها وتبحث عن الشبيه للتوحد معه

Publié par محمود حرشاني sur 10 Juin 2019, 19:37pm

Catégories : #الراي الحر

 

 

الاحزاب السياسية الصغيرة في تونس تلملم شتاتها وتبحث عن الشبيه للتوحد معه

بقلم الدكتور محمود حرشاني*

مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية القادمة في تونس واهمها الانتخابات التشريعية لانتخاب برلمان جديد بدات بعض الاحزاب الصغرى تتحرك علىعدة صعد وابرزها الصعيد الاعلامي والاتصالي في محاولة لتاكيد جدارتها بالمشاركة في هذه الاستحقاقات. ولكن هذه الاحزاب تدرك هي قبل غيرها حجمها الحقيقي وتواجدها الفعلي في الساحة السياسية بعيدا عن الحضور في البلاتوهات التلفزية والاذاعية و ترديد الشعارات التي لم يعد يقنع بها المواطن التونسي امام ما اصبح يعيشه من حالة ضيق واختناق جعلته يقف من خلال هذه المعاناة اليومية على حقيقة // نضال // هذه الاحزاب ويدرك ان عملها لا يعدو ان يكون مجرد رفع شعارات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع. امام حالة الغلاء الفاحش وارتفاع الاسعار وصعوبة الحياة في تونس اليوم.... لم يعد المواطن التونسي الغلبان يقنع بما يردده الساسة من شعارات رنانة خالية من اي روح الهدف منها الوصول الى سدة الحكم وبعدها تنسى هذه الشعارات ويغرق التونسي من جديد في معاناته اليومية هذه الاحزاب الجديدة والتي ولدت من رحم الثورة لا تملك قدرة على تغيير الواقع وهي تكتفي فقط عند حضور رموزها ووقاداتها في المنابر الاعلامية في القنوات التلفزية والاذاعية بلعن الطلام ولكن المواطن يبحث عن الشمعة التي تنير امامه الطريق وليس فقط عمن يلعن الظلام. .. وتوفير الشمعة التي تنير الطريق ليس بالامر الهيين او المقدور عليه عند الاحزاب الصغيرة التي يبدو ان رصيدها في الاتكاء على لعن تبعات العهد السابق قد تاكل ولم يعد كافيا ليجلب لها الانصار .. فقد باتت اللعبة مكشوفة لدى الجميع واصبح هناك حنين واضح الى العهد السابق هناك منيعبر عنه علانية وبوضوح وعناك من يعبر عنه في دوائر ضييقة. ولكن مضمون الرسالة واحد وهو ان الاحزاب الجديدة عجزت عن توفير الحلول والبدائل وان الاتكاء على مدح ايجابيات الثورة واللعب على العواطف واثارة المشاعر لم يعدبستميل او يلفت الانتباه.وامام صعوبة مرور الاحزاب الصغرى الى تحقيق اهدافها بعد ان انفردت بالساحة السياسية والحزبية ثللاثة او اربعة احزاب كبرى وهي احزاب حركة النهضة والنداء القديم وتحيا تونس الحزب الجديد المحسوب على رئيس الحكومة والذي اصبح رئيسه رسميا والحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي والذي يتبنى مرجعيات بورقيببية واضحة لا لبس فيها ولا غبار عليها ويعتبر ان خصمه الوحيد هو حزب حركة النهضة الذي يدعو الى ازاحته. فان بقية الاحزاب الاخرى هي مجرد ارقام صغيرة حتى ان المواطن لا يحفظ اسماء هذه الاحزاب او المسؤولين الاول عنها..ثم ان بعض هذه الاحزاب الذي ظل محافظا على وحدته عصفت به الرياح في الاونة الاخيرة وانقسم مثل حزب نداء تونس الذي انقسم الى شقين والجبهة الشعبية التي تفتت ولم يعد لها وجود.اما بقية الاحزاب الاخرى فلا تاثير لها في الشارع اذا ما استثينا حزب البديل بقيادة رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة والذي يلاحق الاحزاب الاربعة الكبرى الانفة الذكر ليكون الخامس مستفيدا من كاريزما رئيسه مهدي جمعة وقدرته الخطابية وهو الحزب الوحيد الان من بين الاحزاب الصغرى والجديدة على ملء قاعة احتماع تتسع لاكثر من الفي شخص.. ومن هنا ادركت الاحزاب الصغرى ان الانتخابات القادمة ستكون فاصلة ومصيرية بالنسبة لها.. وربما ستكون هذه الانتخابات ونتائجها بداية تاريخ شهادة الوفاة لاغلب هذه الاحزاب وهو امر طبيعي بعد عشر سنوات في عمر الثورة لايمكن ان يستمر على الساحة اكثر من 235 حزبا سياسيا..وبعض هذه الاحزاب غير قادر على جمع عشرة انفار في مقهى.ولذلك شرعت بعض هذه الاحزاب الصغرى في التوحد والاندماج وتكوين جبهات موحدة لجمع شتاتها و تستعد لخوض الانتخابات المقبلة في ما يسميه قادة هذه الاحزاب جبهات انتخابية.. وتشهد اليوم الساحة السياسية في تونس تقارب احزاب لا يجمع بينها اي رابط ولا يمكن لها ان تلتقي مع بعضها . او تتوحد . الا ان ضرورة الانتخابات قد تقتضي ذلك

-----------------

كاتب ومحلل سياسي مدير موقع مرآة الوسط الاخباري

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Nous sommes sociaux !

Articles récents